الجمعة، 14 ديسمبر 2012

التعلم المدمج


مقدمة
بنظرة تاريخية سريعة نجد أن الفصول التدريبية التقليدية كانت هي الصيغة المسيطرة في مجال نقل المعرفة، بل حتى في أيامنا هذه نجد أن ما يقرب من 80% من التدريب يتم داخل الفصول التدريبية، كما أن عمر آخر تقنيات التعلم (قبل ظهور التقنيات الحديثة) وهي الكتاب المطبوع يزيد عن (500) عام، في حين نلحظ أنه قد ظهر خلال العشر سنوات الأخيرة فقط ما يزيد عن عشر تقنيات رئيسة جديدة للتعلم والتعاون والمشاركة، وقد كشفت الخبرات المبكرة في التعامل مع هذه التقنيات عن فرص تحسين عميقة في نوعية خبرات التعلم وكفاءتها ومدى مناسبتها وكلفتها
لقد بدأنا الآن فقط ندرك كيف ستتطور خبرات التعلم من خلال استثمار جمع أو مزيج مدمج من أساليب التعلم التقليدية وأساليب التعلم المعتمدة على التقنية الحديثة، وكيف سيكون للتعلم المُدمج تأثير استراتيجي في عمليات مهمة في مجالات أو قطاعات العمل. 
 ما التعليم المدمج ؟
يمكن وصف التعليم المدمج ـ في إطار ميسر ـ بأنه "برنامج تعلم تستخدم فيه أكثر من وسيلة لنقل (توصيل) المعرفة والخبرة إلى المستهدفين بغرض تحقيق أحسن مايمكن بالنسبة لمخرجات التعلم وكلفة تنفيذ البرنامج" كما عرفه آخرون "هو نوع من التعليم الحديث يدمج المدرب بين التعليم التقليدي و التعليم الإلكتروني " و أيضاً " يقصد بالتعلم الخليط مزج أو خلط ادوار المعلم التقليدية في الفصول الدراسية التقليدية مع الفصول الافتراضية والمعلم الالكتروني أي انه تعلم يجمع بين التعلم التقليدي والتعلم الالكتروني ."
، ولا تكمن أهمية التعليم المدمج في مجرد مزج أنماط نقل مختلفة، بل في التركيز على مخرجات التعليم وقطاع العمل، ولذلك يمكن إعادة صياغة هذا التعريف على النحو الآتي:
يركز التعليم المدمج على التحقيق الأفضل لأهداف التعليم، من خلال استعمال تقنيات التعليم "الصحيحة" لمقابلة أنماط التعلم الشخصية "الصحيحة" من أجل نقل المهارات "الصحيحة" للشخص " المناسب" في الوقت "الصحيح".
مسميات التعليم المدمج 
تعددت المسميات و المعنى ثابت منها:
التعليم المزيج.
التعليم الخليط.
التعليم المتمازج.
التعليم المؤلف.
Blended Learning ( BL )

أبعاد الدمج :
غالبا ما تَرافق الاستخدام الأولي لعبارة "التعليم المدمج " بالربط اليسير بين التدريب في الفصل الدراسي التقليدي وأنشطة التعلم الإلكتروني، وقد تطور المصطلح ليشمل مجموعة أغنى من إستراتيجيات التعلم ، وقد يضم برنامج التعليم المدمج واحدا أو أكثر من الأبعاد على النحو الآتي:
لدمج بين التعليم الشبكي و التعليم غير الشبكي
تضم خبرات التعلم المدمج أنماط التعلم الشبكي* online learning وغير الشبكي، ويتم التعلم الشبكي عادة من خلال تقنيات الإنترنت والإنترانت، أما التعلم غير الشبكي فهو يتم في المواقف الصفية التقليدية، ومن الأمثلة على هذا النوع من التعليم المدمج البرامج التي تتطلب بحثا في المصادر باستخدام الشبكة العنكبوتية web ودراسة المواد المتاحة من خلالها وذلك أثناء جلسات تدريبية واقعية في الفصول الدراسية وبإشراف المدرب.
عناصر التعلم المدمج
يحتوي التعلم المدمج على العديد من العناصر التي من الممكن دمجها لنحصل على هذا النوع من التعليم, حيث يمكن دمج أي عدد منها والعناصر هي:
 1- فصول تقليدية 
2- فصول افتراضية
3- توجيه وإرشاد تقليدي (معلم حقيقي)   
4- فيديو متفاعل أو أقمار اصطناعية
5- بريد الكتروني                        
6- رسائل الكترونية مستمرة
 7- المحادثات على الشبكة
نماذج التعلم المدمج
يذكر فالياثان ثلاث نماذج للتعلم المدمج وهي:
1-  نموذج تطوير المهارة Skill-Driven Model: يجمع بين التعلم الذاتي و مدرب أو معلم لييسر دعم وتطوير المعرفة.
2- نموذج تطوير الموقف Attitude-Driven Model: تمزج مختلف الأحداث و وسائل تقديمها المختلفة من أجل تطوير سلوكيات معينة.
3- نموذج تطوير الكفاءة Competency-Driven Model: يمزج الأداء والأدوات الداعمة له مع إدارة مصادر المعرفة والتوجيه, من أجل تطوير الكفاءات في مكان العمل ,وذلك من أجل التقاط ونقل المعرفة ويتطلب ذلك التفاعل مع الخبراء و مراقبتهم (Valiathan,2002

مكونات التعليم المدمج:
التعليم المدمج ليس جديدا، مع أن مكوناته كانت محصورة في الماضي في الفصول الدراسية التقليدية (بما فيها قاعات المحاضرات والمختبرات) والكتب والملخصات، أما اليوم فإنه يمكن المزاوجة بين اتجاهات التعلم المختلفة لتشمل ولا تقتصر على ما يأتي:
الصيغ المادية التزامنية Synchronous physical formats

- الفصول الدراسية والمحاضرات التي يشرف عليها المعلم/ المدرب.
- مختبرات وورش العمل اليدوي.
- الرحلات الميدانية.
الصيغ الشبكية التزامنية، التعلم الإلكتروني الفوري Synchronous online formats (Live eLearning):
- الاجتماعات الإلكترونية.
- الفصول الافتراضية.
- الندوات والبث من خلال الشبكة العنكبوتية.
- التدريب coaching.
- الرسائل المباشرة.
منظومة التعليم المدمج:
لابد أن يعمل من منظومة متكاملة لكي ينجح ويمكن تقسيم احتياجات التعليم المدمج إلى ثلاثة نقاط هي متطلبات تقنية ومتطلبات ومنهج ونتناول ككل جزء على إحدى :

1-  المتطلبات التقنية 
- يحتاج إلى تزويد الفصول بجهاز حاسب إلى وجهاز عرض Data Show متصل بالانترنت.
- 
توفير مقرر الكتروني لكل مادة.
- 
توفير نظام لإدارة التعليم Learning Management System (LMS) .
- 
توفير نظام إدارة المحتويات Learning Content Management System (LCMS). 
- 
توفير برامج التقييم الالكتروني E-Evaluate.
- 
تحديد مواقع يمكن الاتصال بها.
2- المتطلبات البشرية:
والمتطلبات البشرية تمثل قطبي العملية التعليمية وهما الطالب والمعلم ولكل منهم طبيعة خاصة في ظل التعليم المدمج والكل له دور لا يقل أهمية عن الأخر لإنجاح هذا النوع من التعليم
المعلم:

 - لديه القدرة على التدريس التقليدي ثم تطبيق ما قام بتدريسه عن طريق الحاسب.
 - لديه القدرة على البحث عن ما هو جديد على الانترنت والرغبة في تطوير مقرر هو تجديد معلومته بصفه مستمرة.
 - لديه القدرة على التعامل مع برامج تصميم المقررات سواء الجاهز منها أو التي تتطلب مهارة خاصة.
 - لديه القدرة على تصميم الاختبارات بنفسه حتى يحول الاختبارات التقليدية إلى إلكترونيه.
الطالب:
يحتاج الطالب في ظل التعليم المدمج أن يفهم انه ٌمشارك في العملية التعليمية ويجب أن يشعر أن دورة هام لكي يتفاعل مع المعلم في الوصول إلى الهدف :
 - 
لابد أن يشعر الطالب أنه مشارك وليس متلقي.
 - 
يجب ان يتدرب على المحادثة عبر الشبكة.
 - 
لديه القدرة على التعامل مع البريد الالكتروني.
فوائد التعليم المدمج :
1- زيادة فاعلية التعلم:
أظهرت دراسات حديثة وجود دلائل على أن استراتيجيات التعليم المدمج تحسن مخرجات التعلم من خلال توفير ارتباط أفضل بين حاجات المتعلم وبرنامج التعلم.

2- يزيد إمكانات الوصول للمعلومات:
إن أنماط التعلم التي تقتصر على وسيلة اتصال واحدة تحدُّ إمكانات الوصول للمواد التعليمية والمعارف المهمة في موضوع التدريب، وعلى سبيل المثال تقصر برامج التدريب في الفصول الدراسية التقليدية إمكانات الوصول بالمشاركين الذين يوجدون في مكان وزمان محددين، في حين تشمل الفصول التدريبية الافتراضية الفئات المستهدفة التي توجد في أماكن متباعدة، ويمكن تجاوز مشكلة الوقت المحدد للتدريب إذا توفرت إمكانية تسجيل مجريات الفصل التدريبي وإتاحة الوصول إليها من قبل المتدربين الذين لم يتمكنوا من المشاركة في التدريب الفوري.

3- تحقيق الأفضل من حيث كلفة التطوير والوقت اللازم:
يتيح ضم أو دمج أنماط توصيل مختلفة أمكانية تحقيق التوازن بين البرنامج التعليمي الذي يتم تطويره (بناؤه) وبين الكلفة والوقت اللازم لذلك، فقد يكون تطوير محتوى تدريبي شبكي بالكامل بأسلوب التعلم الذاتي وغني بالوسائط التعليمية مكلفا جدا، ولكن الدمج بين أنماط مختلفة (كالتعلم التعاوني الافتراضي، والجلسات التدريبية المعتادة، ومواد التعلم الذاتي البسيطة مثل الوثائق، ودراسات الحالة، وأحداث التعلم الإلكتروني المسجلة، وعروض البوربوينت) قد يكون بذات الكفاءة أو أكثر ولكن بكلفة أقل.
4- تحقيق أفضل النتائج في مجال العمل:
تظهر المؤسسات من تطبيقاتها الأولية التعليم المدمج نتائج استثنائية إذ وجد أن تحقيق الأهداف التعليمية قد تحقق بوقت أقل بنسبة 50% من الإستراتيجيات التقليدية، وتم تخفيض كلفة السفر والانتقال لأماكن التدريب إلى نحو 85%.

عوامل نجاح التعليم المدمج
 هناك العديد من العوامل التي تساهم في نجاح التعليم المدمج منها ما يلي:
 التواصل والإرشاد :
 من أهم عوامل نجاح التعليم المدمج التواصل بين المتعلم والمعلم, بأن يقوم المعلم بإرشاد الطالب متى يكون وقت التعلم ويرسم له الخطوات التي يتبعها من اجل التعلم والبرامج التي يستخدمها الطالب من اجل التحصيل.

1-   العمل التعاوني على شكل فريق :
 في التعليم المدمج لابد أن يقتنع كل فرد ( طالب، معلم ) بأن العمل في هذا النوع من التعليم يحتاج إلى تفاعل كافة المشاركين, ولابد من العمل في شكل فريق, وتحديد الأدوار التي يقوم بها كل فرد.

2-   تشجيع العمل المبهر الخلاق:
 الحرص على تشجيع الطلاب على التعليم الذاتي والتعلم وسط المجموعات, لأن الوسائط التكنولوجية المتاحة في التعليم المدمج تسمح بذلك ,(فالفرد يمكن أن يدرس بنفسه من خلال قراءة مطبوعة أو قراءتها من على الخط بينما في ذات الوقت يشارك مع زملائه في بلد آخر من خلال الشبكة أو من خلال مؤتمرات الفيديو في مشاهدة فيديو عن المعلومة.(
إن تعدد الوسائط والتفاعلات الصفية تشجع الإبداع وتجود العمل.

3-   الاختيارات المرنة:
 التعليم المدمج يمكن الطلاب من الحصول على المعلومات والإجابة عن التساؤلات بغض النظر عن المكان والزمان أو التعلم السابق لدى المتعلم ,وعلى ذلك لابد من أن يتضمن التعليم المدمج اختيارات كثيرة ومرنه في ذات الوقت تمكن كافة المستفيدين من أن يجدوا ضالتهم .

 5- اتصل ثم اتصل ثم اتصل :
 لابد أن يكون هناك وضوح بين الاختيارات المتاحة عبر الخط للموضوع الواحد, وأن يكون هناك طريقة اتصال سريعة ومتاحة طول الوقت بين المتعلمين والمعلمين للإرشاد والتوجيه في كل الظروف, ولابد من أن يشجع الاتصال الشبكي بين الطلاب بعضهم البعض لتبادل الخبرات وحل المشكلات والمشاركة في البرمجيات
مشكلات التعليم المدمج 
1- بعض الطلاب أو المتدربين تنقصهم الخبرة أو المهارة الكافية للتعامل مع أجهزة الكمبيوتر والشبكات وهذا يمثل أهم عوائق التعلم الالكتروني وخاصة إذا كنا نتكلم عن نوع من التعلم الذاتي.
2- لا يوجد أي ضمان من أن الأجهزة الموجودة لدى المتعلمين أو المتدربين  في منازلهم أو في أماكن التدريب التي يدرسون بها المساق الكترونيا على نفس الكفاءة والقدرة والسرعة والتجهيزات وأنها تصلح للمحتوى المنهجي للمساق
3- صعوبات كثيرة في أنظمة وسرعات الشبكات والاتصالات في أماكن الدراسة.
4-  صعوبات عدة في التقويم ونظام المراقبة والتصحيح واخذ الغياب.
5- التغذية الراجعة أحيانا تكون مفقودة فلو التحق طالب بمساق ما ووجد صعوبة ما ولم يجد التغذية الراجعة الفورية على مشكلته فلن يعود للبرنامج مهما كان مشوقا .
4-   أهم مشكلات التعلم المدمج توفر الكوادر المؤهلة في هذا النوع من التعلم .
متى نستخدم التعليم التقليدي ؟ و متى نستخدم التعليم الالكتروني ؟
نستخدم التعليم التقليدي والتعليم الالكتروني وفق متطلبات الموقف التعليمي اى وفق :
-
طبيعة المادة العلمية
-
الأهداف التعليمية
-
المتعلم
-
المعلم
أولا / طبيعة المادة العلمية

العلوم الاجتماعية
يمكن استخدام التعلم الالكتروني دمجا مع التعليم التقليدي لدعم وتوضيح الجانب النظري أو التغلب على بعض مشكلات تدريس هذه المواد مثل عائق البعد الزمني أو المكاني والتجريد .
العلوم الطبيعية
يمكن استخدام التعلم الالكتروني دمجا مع التعليم التقليدي للتدريب والممارسة أو التغلب على مشكلات تدريس هذه المواد مثل عائق الخطورة أو الضرر أو التكلفة وعدم توفر الإمكانات .
ثانيا/ الأهداف التعليمية
الهدف التعليمي هو لب خطة الدرس وهو الموجه لكل من المعلم والمتعلم لذا يجب أن يكون الهدف واضحا وبناء عليه يتم اختيار أفضل طريقة تقديم ( تقليدى – الكتروني ) لتحقيقه.
فاعلية استخدام التعلم المزيج في تنمية التحصيل المعرفي والتخيل البصري في الهندسة
الكهربية لدي طلاب الصف الأول الثانوي الصناعي واتجاهاتهم نحوه
د/ محمد عيد حامد عمار
فاعلية استخدام التعلم المزيج في تنمية كل من التحصيل المعرفي والتخيل البصري في مادة الهندسة الكهربية لدي طلاب المجموعة التجريبية ، كذلك أسفرت النتائج عن فاعلية استخدام التعلم المزيج في تنمية اتجاهات طلاب المجموعة التجريبية نحو استخدام التعلم المزيج ، كذلك أسفرت النتائج عن وجود فرق ذي دلالة إحصائية عند مستوي 0.05 بين متوسطي درجات طلاب المجموعة التجريبية ودرجات طلاب المجموعة الضابطة في التطبيق البعدي لاختبار التحصيل المعرفي لصالح المجموعة التجريبية
وفي ضوء النتائج يوُصَى بضرورة تبني استخدام التعلم المزيج في تدريس مقررات دراسية مختلفة ولتخصصات مختلفة ، فضلاً عن التوصية بإجراء مزيد من الدراسات والبحوث لبحث فعالية استخدام التعلم المزيج في تحقيق نواتج تعلم أفضل في برامج ومقررات دراسية مختلفة ، وكذلك ضرورة الاهتمام بتنمية التخيل البصري ، والقدرات العقلية المختلفة لدي طلاب التعليم الصناعي ، وكذلك يوُصَي البحث بتصميم بعض المواقع الالكترونية على شبكة الانترنت ؛ تعرض لبرامج ومقررات دراسية في تخصصات مختلفة لطلاب التعليم الصناعي . 
بعض الأبحاث في مجال التعلم المدمج 
        عُملت العديد من الأبحاث والدراسات فيما يتعلق بالتعلم المدمج,منها ما يؤيد ويؤكد على أهميته واختلاف مخرجاته عن التعليم التقليدي, ومنها ما يؤكد عدم وجود فروق بين مخرجات التعلم المدمج والتعلم التقليدي . أحد الأبحاث التي تؤكد على اختلاف مخرجات التعلم المدمج عن التعليم التقليدي ,دراسة في جامعة هارفارد في عام 2002م بكلية التجارة وتذكر بأنه قد حدث تحسن في تعلم الطلاب عندما تم إضافة ساعات تدريسية في فصول تقليدية إلى المساقات التي تدرس إلكترونياً، بل إن درجة الرضا لدى الطلاب قد زادت بدرجة دالة إحصائياً بالمقارنة بزملائهم الذين درسوا نفس المقرر بالتعليم الإلكتروني ,كما وُجِد أن كتابة التقارير من قبل الطلاب الذين تعلموا تعلماً مولفاً كانت أكثر جودة وأسرع في التسليم وأفضل في النوعية من نفس التقارير التي أعدها زملائهم الذين تعلموا تعلماً إلكترونياً فقط .
وقد أعلنت جامعة الينوى الأمريكية عن مشروع الجامعة لنشر المساقات الدراسية لحوالي تسعة وثلاثين تخصصاً أكاديمياً على شبكة الإنترنت من نوع التعلم الإلكتروني, وقد نوه المسؤلون عن الجامعة أن هذا المشروع لن يكون بديلاً عن المساقات التقليدية التي تقدمها الجامعة تحت نفس المسميات بل داعمةً لها ومساعدةً للطلاب لرفع مستواهم الأكاديمي ,وأن الجامعة لا تنوي في القريب العاجل أو البعيد أن تحول مقرراتها إلى مقررات إلكترونية بالكامل ،كما أوضحت أن هناك طالب واحد من بين كل ثلاث طلاب مسجل في مساق واحد لدراسته على الشبكة ،وأن طالباً واحداً من بين كل ستة  طلاب يفضل دراسة كل المساقات على الشبكة ووجد أن التعلم المولّف قد بدأ يحل تدريجيا محل التعلم الالكتروني في معظم مؤسسات التعليم  (سلامة,2005).
أما بالنسبة للدراسات التي تؤكد عدم وجود فروق بين مخرجات التعلم المولّف والتعلم التقليدي دراسة مكونة من 212 طالب في إحدى جامعات الولايات المتحدة  سجلوا في كورس محادثة عمومي ,دُرسوا من قبل 8 معلمين منهم من قرر أن يشارك في التعليم بطريقة التعلم المولّف ومنهم من قرر استخدام الطريقة التقليدية وقد  وُجد من خلال هذه الدراسة أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين درجات الطلاب الذين درسوا بالطريقة التقليدية و درجات الطلاب الذين درسوا بطريقة التعلم المولّف(Fu,2006).
      ومن جملة الأبحاث السابقة وغيرها يتضح لنا أن التعلم المولّف قد بدأ بشكل متسارع في الآونة الأخيرة يحل محل التعلم الالكتروني ،وأن التعلم المولّف هو البديل المنطقي والعلمي المقبول للتعلم الإلكتروني بل إنه أعلى عائداً وأقل تكلفة وأكثر أنواع التعلم الحديث تطوراً 
أخيراً
بدأت المؤسسات تكتشف أن التعليم المدمج لا يوفر الوقت والكلفة فحسب، بل يقدم طريقة أكثر سلاسة للتعلم والعمل، والمؤسسات التي في صدارة هذا الجيل الجديد من التعلم سيكون لديها فريق عمل أكثر إنتاجية وتطبيقا للتغيير ونجاحا في تحقيق الأهداف، وكما يقال فإن قدرة المؤسسة على التعلم وتحويل ذلك التعلم بسرعة إلى عمل هو خير مصدر لتحقيق الأفضلية التنافسية.
يجب على المؤسسات أن تنظر إلى أبعد من حدود فصول التدريب التقليدية من خلال المزاوجة بين أفضل الخبرات الحالية والمستجدات الحديثة في تقنيات التعلم من أجل تعظيم النتائج، والأهم من ذلك يجب على المؤسسات أن تسعى إلى إعداد كل فرد في المؤسسة ليصبح مشاركا فعالا في عملية التعلم والمشاركة
.